طفلة غزة تبكي فقدان عائلتها.. مأساة الأطفال في الحرب

العربي
By -

طفلة غزة تبكي فقدان عائلتها.. مأساة الأطفال في الحرب
طفلة غزة تبكي فقدان عائلتها.. مأساة الأطفال في الحرب



الطفولة المُهدورة: دموع الطفلة التي فقدت كل شيء

في زاوية من زوايا قطاع غزة المُدمّى، حيث الحروب تطحن الأحلام قبل الأجساد، تقف طفلة صغيرة تذرف دموعاً لا تُفهم لغتها إلاّ من عرف مرارة الفقد. هي لا تبكي لأنها فقدت لعبتها المفضّلة، كما يفعل الأطفال في عالمٍ أكثر رحمة، بل تبكي لأن الحرب سرقت منها كل شيء: أبيها، أمها، إخوتها، بيتها، وأمانها. أصبحت وحيدة في عالم لا يرحم، تحمل في عينيها البريئتين سؤالاً لا إجابة له: "لماذا؟".

الدموع التي تحكي قصة غزة

هذه الطفلة ليست مجرد حالة عابرة، بل هي رمز لمأساة جيل كامل في غزة. كل دمعة تسقط من عينيها تُلخّص مآسي الآلاف من الأطفال الذين وُلدوا تحت القصف، وعاشوا بين الركام، وفقدوا الحق في أن يكونوا مجرد أطفال. في عالمهم، لم تعد الدموع مخصصة للّعب المفقود أو الحلوى التي لم يحصلوا عليها، بل لأشياء أكبر من عمرهم بكثير: للموت، للجوع، للخوف من أن يصبحوا الرقم التالي في سجلات الشهداء.

الوحدة.. أصعب من القصف

ما يؤلم أكثر من صوت القنابل هو صمت العالم أمام معاناة هؤلاء الأطفال. الطفلة في الفيديو تمسح دموعها بيديها الصغيرتين، لكن من يمسح خوفها؟ من سيُعيد لها دفء عائلتها؟ في غزة، يُولد الأطفال شُجعاناً لأنهم لا يعرفون غير الشجاعة، لكن حتى الشجاعة لا تستطيع أن تعوّضهم عن حضن الأم المفقود، أو عن صوت الأب الذي لن يعود.

أين الإنسانية؟

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: كيف يقف العالم متفرجاً بينما تُسرق طفولة أطفال غزة بهذه القسوة؟ كيف تُبرر الإنسانية صمتها حين يتحول الأطفال إلى أرقام في تقارير الضحايا؟ الطفلة في هذا الفيديو تذكّرنا بأن الحرب لا تقتل البشر فقط، بل تقتل الضمير العالمي أيضاً.

لا نريد دموعهم.. نريد حقوقهم

هؤلاء الأطفال لا يحتاجون إلى تعاطف مؤقت أو شعارات رنانة. هم يحتاجون إلى وقفة جريئة من كل من يملك ضميراً حياً:

  • وقفة ضد الحرب التي تُجبرهم على النضوج قبل الأوان.

  • وقفة ضد الحصار الذي يحرمهم من أبسط حقوقهم.

  • وقفة لوقف النزيف الذي لا يتوقف إلاّ عندما يفقد غزة آخر طفل فيه.

الطفلة في الفيديو قد لا تفهم تعقيدات السياسة، لكنها تعرف أن الدنيا أصبحت مظلمة بدون عائلتها. ربما لن نستطيع إعادة أحبابها إليها، لكننا نستطيع أن نكون صوتاً لها، ولأمثالها، كي لا تُدفن مأساتهم تحت ركام الصمت.