المحامي الكويتي ناصر الدويله
ظهور المهدي بين المعتقد الشيعي والرؤية السنية: حقائق واختلافات
في الآونة الأخيرة، تداولت منصات إيرانية خبراً مفاده أن "أمر ظهور الإمام المهدي قد صدر وهو في طور التحقق"، وفقاً لتصريحات عضو في "مجلس خبراء القيادة" الإيراني. وأكد أن المؤمنين يجب أن يستعدوا لاختبارات صعبة قبل الظهور، مشدداً على أن الطريق لن يكون خالياً من التحديات.
المهدي في المعتقد الشيعي
يعتقد الشيعة بأن الإمام المهدي (المنتظر) هو الإمام الثاني عشر الذي اختفى في الغيبة الكبرى، وسيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً. ويُعدّ انتظار ظهوره ركيزة أساسية في الفكر الشيعي، حيث تُبنى عليه العديد من المفاهيم السياسية والعقائدية.
المهدي في المعتقد السني
أما عند أهل السنة والجماعة، فإن المهدي المنتظر هو رجل صالح من نسل النبي ﷺ، سيظهر في آخر الزمان ليقود الأمة في فترة قصيرة قبل نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. ولا يُعتبر الاعتقاد بظهوره ركيزة عقائدية كبرى، بل هو جزء من الإيمان بالعلامات الصغرى ليوم القيامة.
الاختلافات الجوهرية
التوقيت:
عند الشيعة، الظهور قد يكون قريباً وفقاً لبعض التفسيرات.
عند السنة، لا يُعرف وقت ظهوره، ويسبق العلامات الكبرى مثل خروج الدجال ونزول المسيح.
الدور العقدي:
في المذهب الشيعي، يرتبط ظهور المهدي بفكرة الإمامة والولاية.
في السنة، لا يترتب على انتظاره أي أحكام شرعية، بل هو حدث من أحداث آخر الزمان.
رأيي الشخصي: المهدي الحقيقي في زماننا
أعتقد أن زمن ظهور المهدي الحقيقي لا يزال بعيداً، وأن ما تواجهه الأمة اليوم من فتن وابتلاءات هو نتيجة فساد النيات واتباع الشهوات. وفي ظل ما نراه من معاناة، فإن المهدي الحقيقي في عصرنا هو كل مجاهد مرابط في فلسطين، وخاصة في غزة وعسقلان وأكناف بيت المقدس، الذين يقاومون العدوان الصهيوني بثبات وإيمان.
ختاماً
نسأل الله أن يوحد الأمة على الحق، ويدفع عنها الضلالات والفتن، وأن يجعلنا من الصابرين الثابتين على الدين حتى نلقاه. والله أكبر، ولله الحمد.